[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] باريس: اظهرت دراستان نشرتا على الموقع الالكتروني لمجلة "نيتشر جينيتكس" ان ابحاثا اجراها مئات العلماء وقضت بجمع بيانات جينية من 122 الف شخص ادت الى اكتشاف متغيرات جينية محفزة للاصابة بالسكري تفوق بخمسة اضعاف التحولات التي كانت معروفة حتى الان.
وتمكنت مجموعة من العلماء اولا من عزل عشرة تحولات جينية تحدد قدرة الجسم على تنظيم معدلات السكر في الدم وافرازه للانسولين، وهما عاملان رئيسيان يتسبب اختلالهما بالاصابة بالنوع الثاني من السكري.
واتضح في دراسة مرافقة جمعت البيانات من مئة معهد في اوروبا والولايات المتحدة وكندا واستراليا ان متغايرتين تم التعرف عليهما حديثا مسؤولتان مباشرة عن احتمال الاصابة بداء السكري.
واشارت الدراسة ايضا الى شوائب جينية ثلاث تم الربط بينها وبين تغير مستويات السكر في الدم.
وقال احد المشرفين على الدراسة خوسيه فلوريز وهو باحث في مستشفى ماساشوستس العام في الولايات المتحدة "حتى الان كان قد تم تحديد اربعة متغيرات جينية قادرة على التأثير على ايض السكر وواحدة منها فقط مرتبطة بالاصابة بالسكري من النوع الثاني".
واوضح في بيان ان "هذه الاكتشافات الجديدة تساعدنا على تعميق فهمنا لطريقة تنظيم مستويات السكر في الدم والتمييز بين التباينات الطبيعية والمرضية وبالتالي تطوير علاجات جديدة محتملة".
واتضح ان الجينة التي تلعب الدور الرئيسي في هذا المجال هي "جي آي بي آر - إيه". وتنتج هذه الجينة عادة بروتينة كجزء من هرمون تفرزه عند الاكل مما يحفز مستويات الانسولين التي يفرزها الجسم للسيطرة على معدلات السكر في الدم.
الا ان متغايرة هذه الجينة تؤثر على هذه الافرازات فيرتفع معدل السكر في الدم نتيجة لذلك.
ويصاب المرء بداء السكري عندما يعجز جسمه عن انتاج كمية كافية من الانسولين او عندما تفشل الخلايا في التعرف والتفاعل مع الانسولين المفرز ما يؤدي الى ارتفاع مستويات السكر في الدم.
واشارت جمعية العلماء المعنية بتحليل الدراسات حول الخصائص الجينية للسكر في الدم والانسولين الى ان ثمة عوامل جينية كثيرة اخرى لا يزال ينبغي اكتشافها.
واوضح فلوريز "لم نتعرف الا على 10% من التأثير الجيني على معدلات السكر في الدم لدى الاشخاص الاصحاء. علينا ان نبحث عن متغيرات اكثر ندرة وتعقيدا ربما وعن تفاعل الجينات بالبيئة المحيطة الذي قد يؤدي الى الاصابة بالنوع الثاني من السكري".
وداء السكري يرتبط ارتباطا وثيقا بنمط العيش، وخصوصا نوعية الطعام الذي نتناوله وكميته. ويعاني 220 مليون شخص حول العالم من داء السكري يموت نحو مليون منهم سنويا على ما تفيد منظمة الصحة العالمية.
ويتوقع أن تتضاعف الوفيات الناتجة عن السكري بين العامين 2005 و2020 مع ازدياد نسب البدانة، بحسب المنظمة ايضا.